الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي الملياردير السعودي الشهير ومؤسس مصرف الراجحي المصرف الذي وصل عدد فروعه داخل المملكة العربية السعودية الى اكثر من خمسمائة فرع لابد ان لصاحبه ومؤسسه قصة نجاح مبهرة ومتميزة بما انه في المرتبة رقم 107 في قائمة مجلة “فوربس” بين اثرياء العالم بينما يحتل المرتبة السابعة عربياً حيث قدرت ثروته بحوالي 8.4 مليارات دولار.
نشأة الشيخ سليمان الراجحي :
ولد في عام 1929 بمنطقة البكيرية في القصيم بالمملكة العربية السعودية ونشأ الشيخ الراجحي في ظروف حياتية صعبة وسط عائلة فقيرة تتكون من الاب والام واربعة اولاد قاموا بالانتقال الى الرياض لطلب الرزق حيث بدأ الشيخ الراجحي العمل وهو بالتاسعة من عمره في بيع حقائب للتسوق بالسوق في الرياض وكان دائماً ما يحاول الوصول الى طريقة صنع الاشياء ومحاولة محاكاتها وبيعها محاولةً منه لكسب الرزق حتى وان كان قليلاً جداً .
عندما بلغ الملياردير الشهير سن العاشرة اصبح يتاجر بالكيروسين حيث انه لم تكن الكهرباء معروفة في ذلك الوقت وعمل بعد ذلك حمالاً للبضائع مقابل نصف قرش في اليوم وعندما وصل الى سن الثانية عشرة بدأ في جمع البلح من النخيل مقابل ستة ريالات في الشهر ثم عمل العديد من المهن التي لم يخجل منها يوماً حيث عمل طباخاً وكناساً وحارساً وبياعاً وفي اعمال البناء وكان في اوقات فراغه يقوم بتتبع الجمال حتى يقوم بجمع الحطب الذي يسقط منها ويأخذ اجراً على ذلك وغيرها الكثير من الاعمال والمهن البسيطة والتي جعلته لديه الكثير من الخبرة بشئون واعمال السوق وكيفية التعامل مع العقليات والفئات المتنوعة من الناس وطرق التجارة والبيع والشراء وغيرها من الامور الهامة.
بداية التأسيس للعمل الخاص والدخول في المجال المصرفي :
قام الشيخ الراجحي بعد ان اصبح شاباً بتأسيس اول محل صغير خاص به لبيع السلع الضرورية مثل الشاي والسكر والكبريت والحلوى حتى انه كان يبيع انواعاً مختلفة منها لا تباع الا عنده فقط وكان هذا المشروع نتاج مدخراته على مدار اعوام الكفاح من الصغر ولكنه اضطر لبيع هذا المحل وذلك لتغطية نفقات زواجه في هذا الوقت وبعد مرور خمسة اعوام بدأ سليمان الراجحي في العمل في المجال المصرفي حيث كان يقوم ببيع وشراء العملات مع الحجاج الى ان تم تعيينه مع اخيه صالح الراجحي في مؤسسة لصرف العملات وقاما بالتعاون معاً لإنشاء فرعاً ثانياً لها في عام 1956 كبداية لقصة نجاح بعد الفقر والكفاح وكان يعمل على بيع مواد البناء والاقفال في وقت فراغه من عمله وذلك لتحسين دخله وفي عام 1970 اتفقا الاخوان على الانفصال في مجال العمل.
الطريق لتحقيق الحلم بمصرف عالمي :
قام الشيخ سليمان الراجحي بتأسيس شركة خاصة به لتبادل العملات وعمل جاهداً على تحقيق قصة نجاح الشيخ المكافح وقام بتحقيق نجاحاً كبيراً في هذا المجال مما ادى الى زيادة ثروته وقام بالتوسع في استثماراته حيث تم فتح اكثر من 30 فرع لهذه الشركة منتشرة في جميع انحاء المملكة العربية السعودية وعمل الراجحي على تحقيق مكاسب ضخمة مما جعله يتوسع في عمله ليشمل عدد من الدول العربية منها مصر ولبنان ولكن بعد مرور 6 سنوات اتفق الشيخ سليمان واخوه صالح على العودة للعمل معاً من جديد في هيئة شراكة ولكن في هذه المره اجتمع الاشقاء الاربعة للعمل مع بعضهم البعض وتم الاتفاق على تفويض الشيخ سليمان ليقوم بإدارة العمل وتم تأسيس شركة الراجحي للصرافة والتجارة وكان مجالها الرئيسي هو الصرافة بجانب بعض الاعمال الخاصة بالعقارات ومواد البناء.
مصرف اسلامي بمواصفات عالمية :
تم تأسيس مصرف الراجحي في عام 1957 وهو اليوم احد اكبر المصارف الاسلامية في العالم حيث يبلغ رأس المال به حوالي 15 مليار ريال سعودي اي 4 مليارات دولار ويدير اصولاً بقيمة 33 مليار دولار امريكي ويعمل في فروعه على مستوى المملكة العربية السعودية اكثر من 8 آلاف موظف ولديه اكبر قاعدة عملاء ويستثمر في قطاعات ومجالات مختلفة كما يقوم المصرف بتطوير المشاريع والبرامج المصرفية المختلفة .
قصة نجاح تكلل بالعرفان بالجميل :
قام الشيخ سليمان الراجحي بالعديد من المبادرات والاعمال الخيرية حيث عمل على اقامة جامعة البكيرية البلدة التي ولد بها لخدمة وطنه كما قام بتأسيس مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية والتي تقدم تبرعات سخية جداً للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض هذا بالإضافة الى مئات الاعمال الخيرية التي قام بها الشيخ سليمان لخدمة اهله وبلده.
وفاته :
توفى الشيخ سليمان الراجحي في شهر يونيو من عام 2017 وكان قد اوصى بعدم اقامة عزاء له وقيام المعزيين بالتصدق بمبلغ التعزية للجمعيات الخيرية.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق