الاستثمار في تشاد قد يكون امرًا غريبًا بالنسبة للبعض، فشهرة هذا البلد على المستوى الاستثماري لا تقارب تلك الشهرة التي تحظى بها بعض الاسواق الافريقية الواعدة التي يذهب اليها صغار المستثمرين والشباب مثل رواندا وكينيا والسنغال واثيوبيا وغيرها، ولكن هذا لا يعني ابدًا ان الاستثمار في تشاد لا يؤتي بثماره، بل على النقيض تمامًا، فالاستثمار في هذا البلد الذي يزخر بالثروات والموارد الطبيعية قد ينتج عنه عوائد مرتفعة للغاية. فيما يلي سنتحدث باستفاضة حول الاستثمار في تشاد واهم المحفزات او العوامل المشجعة على بدء الاستثمار في هذا البلد مع تسليط الضوء على أهم الفرص الاستثمارية التي يمكن اقتناصها. فتابع معنا.
الجغرافيا والسكان :-
تقع دولة تشاد في وسط أفريقيا، تحدها دولة ليبيا من الشمال والسودان من الشرق وافريقيا الوسطى من الجنوب ونيجيريا والكاميرون من الجنوب الغربي والنيجر من الغرب، وهي خامس اكبر الدول الافريقية من حيث المساحة (تبلغ ١،٢٥٩،٢٠٠ كيلومتر مربع). وهي دولة غير ساحلية بمعنى انها لا تطل على أي من البحار او المحيطات، ولكن يمر بها نهران وهما لوغون وشاري ويصبان في بحيرة تشاد التي تزخر بثروة سمكية هائلة. و تتشكل تضاريس هذا البلد من الصحراء الجافة والهضاب والمرتفعات التي تضم الكثير من حشائش السافانا التي تتغذى عليها المواشي.
محفزات الاستثمار في تشاد :-
١- سرعة الإجراءات :-
في مدة لا تزيد عن ٧ ساعات يمكنك تأسيس شركتك والحصول على الترخيص اللازم لمزاولة النشاط.
٢- تأمين الاستثمارات :-
توجد العديد من البنوك والشركات التي تؤمن الاستثمارات مما يخفض المخاطر.
٣- امتيازات وإعفاءات جمركية :-
يمكن للمستثمرين الاجانب الاستفادة من الاعفاءات الجمركية على مواد البناء ومعدات الإنتاج والصادرات.
٤- الامتيازات الضريبية :-
تقدم تشاد العديد الامتيازات الضريبية للمستثمرين لتشجيعهم على الاستثمار، كتخفيض الضرائب على الارباح وإلغاء الضرائب عن الشركات حديثة التأسيس والراغبة في التوسع، وإلغاء ضريبة القيمة المضافة عند التصدير، وغيرها من الميزات الضريبية.
٥- حرية تحويل رأس المال :-
الاستثمار في تشاد لا يقيد رأس المال، بل لصاحب الاستثمار الحرية في تداول او تحويل رأس المال كما له حرية تصفية الأصول.
٦- اراضي مجانية وسهولة نقل الملكيات :-
اتخذت الحكومة التشادية اجراءات للتسهيل على المستثمرين، فأصبح بإمكانهم وبشكل سلس ان الحصول على الأوراق الخاصة بالأراضي ونقل ملكيتها في اسرع وقت وبأقل تكلفة، كما ان الحكومة تمنح أراضي مجانية لبعض المشاريع.
الثروات والموارد الطبيعية :-
تمتلك دولة تشاد العديد من الثروات والموارد الطبيعية التي لم تُستغل بشكل كاف حتى الآن، وهذا بالطبع من حسن حظ المستثمرين. فيما يلي استعراض لبعض من أهم ثروات وموارد تشاد.
- الشمس التي لا تغيب، تعد من أهم الموارد الطبيعية التي يمكن الاعتماد عليها في مجال الطاقة.
- ثروة هائلة من المعادن النفيسة مثل الذھب والفضة التي يتم استغلالها بشكل يدوي.
- ملايين الهكتارات الغير مستصلحة والتي يمكن ان تصل اليها مياه الري بسهولة.
- الأراضي الخصبة التي يتم من خلالها انتاج قدر هائل من المحاصيل كالقطن وقصب السكر والسمسم والبصل والثوم والقمح وغيرها.
- بحيرة تشاد التي تحتوي على ثروة سمكية هائلة ومنها يتم التصدير الى الأسواق المجاورة.
- يوجد في تشاد ما لا يقل عن ١١٤ مليون رأس ماشية.
اهم قطاعات الاستثمار في تشاد :-
توجد العديد من الفرص الاستثمارية في العديد من القطاعات، فيما يلي نستعرض اهم تلك القطاعات واهم المشاريع التي تحتاج اليها البلاد في كل قطاع في الوق الحالي ،،
١- القطاع الزراعي ابرز قطاعات الاستثمار في تشاد :-
يعتبر اهم قطاعات الاستثمار في تشاد على الاطلاق، فالزراعة تشارك بحوالي ٢٣٪ من إجمالي الناتج المحلي، وعمل بها حوالي ثلثي السكان.
اما بالنسبة لأهم المشاريع التي تحتاج اليها تشاد في الوقت الراهن في القطاع الزراعي فإنها ( مزارع الارز والذرة الشامية، مصانع تحویل السمسم، مصانع تحویل طحلب سبيرولينا، استغلال الصمغ العربي، إنتاج البذور المحسنة وغیرھا من المدخلات الإنتاجیة “المخصبات، المنتجات”).
٢- الثروة الحيوانية :-
تمتلك تشاد اكبر ثروة حيوانية من بين جميع دول المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، فلديها ما لا يقل عن ١١٤ رأس من والابقار والماعز والابل والضأن والخيول، ومن المتوقع ان تزيد الثروة الحيوانية لتوافر ٨٤ مليون هكتار من المراعي المخصصة بالاضفة الى ٢٣ مليون من التشكيلات النباتية الطبيعية. ومن المعلومات المثيرة للاهتمام هي ان الصادرات الحيوانية تساهم بحوالي ٥٤٪ من إجمالي الصادرات التشادية غير البترولية.
وبالحديث عن الفرص الاستثمارية المتاحة او المشاريع الاستثمارية التي تحتاج اليها البلاد في قطاع الثروة الحيوانية، فإنها كالتالي (السلخانات، مصانع الاعلاف، المدابغ الصناعية، العيادات والمجمعات البيطرية).
٣- الصيد والثروة السمكية :-
حلت تشاد في المرتبة الاولى كأكبر منتج لأسماك المياه العذبة في دول وسط أفريقيا، فهي تنتج سنويًا حوالي ١٥٠ الف طن من الاسماك، وتصدر ما نسبته ٤٥٪ من إجمالي الانتاج الى الاسواق المجاورة وعلى رأسها الكاميرون ونيجيريا وأفريقيا الوسطى.
اما بالنسبة لفرص الاستثمار في تشاد في مجال الصيد البحري والثروة السمكية، فإنها تتمثل في (مراكز الاسماك المكيفة، اسواق السمك، تربية الاسماك).
٤- الطاقة :-
لازياد اعداد السكان وكثرة توجههم الى المنطاق الحضرية، اصبحت هناك حاجة كبيرة الى الطاقة بأنواعها، ويمكن الاستثمار في مجال الطاقة وبيعها لاعداد كبيرة من المواطنين من خلال عدة مشاريع، وهي كالتالي (مشروع مصنع إنتاج أطباق الطاقة الشمسیة، مشروع إنتاج الطاقة من النفایات، الاستثما في محطات الطاقة الحكومية).
٥- البنى التحتية :-
تسعى دولة تشاد الى تطوير البنى التحتية للدولة ليعيش الجميع حياة افضل، فعلى سبيل المثال ترغب الدولة في تطوير وبناء المطارات وانشاء وتطوير خطوط السكك الحديدية وبناء الطرق والكباري بالاضافة الى تشغيل الموانئ، وطبعًا تلك المشاريع ليست بالصغيرة وليست مناسبة لصغار المستثمرين.
٦- البناء والتعمير :-
بسبب زيادة السكان وبسبب نزوح أعداد كبيرة منهم من القرى الى المناطق الحضرية، أصبحت هناك حاجة كبيرة الوحدات السكنية، فتشير التقارير الى ان الاحتياجات الحالية من الوحدات السكنية تقدر بحوالي ٣٥٠ ألف وحدة، مما يعني ان التوجه الى تشاد للاستثمار في بناء وبيع الوحدات السكنية يعد من الخيارات المجدية.
٧- قطاع المناجم :-
تعتبر الحومة التشادية ان قطاع المناجم في مرحلة الجنين، فعلى الرغم من وجود ثروات معدنية كبيرة بالبلد الي انها ليست مستغلة على الاطلاق حيث يتم الانتاج بشكل يدوي وبكميات ضئيلة، ولذلك أقرت الدولة بحاجتها الى مستثمرين للاستثمار في هذا القطاع من خلال عدة مشاريع، وهي كالتالي (استغلال الذهب والفضة، مصانع لصهر الحديد، مصانع الاسمنت، مصانع الرخام، مصانع النطرون).
٨- القطاع السياحي :-
تطمح تشاد لأن تصبح وجهة سياحية في المستقبل القريب، ولأجل ذلك أنشأت الدولة العديد من الفنادق وعبدت الطرق المؤدية اليها والى الوجهات السياحية المتنوعة وقامت بتنفيذ وترويج بعض الاحداث التي تظهر تراث وثقافة الشعب التشادي، وفي ذات الوقت تشجع الدولة على قدوم المستثمرين للاستثمار لديها في هذا المجال من خلال عدة مشاريع، وهي كالتالي (بناء القرى السياحية، استصلاح حدائق الترفيه، انشاء مدارس للفنون والسياحة).
وكذلك توجد فرص استثمارية في قطاعات اخرى مثل قطاع التربية والصحة والقطاع التكنولوجي وقطاع المصارف والبنوك.
الملخص :-
الاستثمار في تشاد قد يكون خيار رائع لصغار المستثمرين وذلك لتوافر كافة عناصر النجاح، فيمكن الاستثمار في مشاريع صغيرة او متوسطة في مختلف القطاعات دون معوقات ودون وجود منافسة كبيرة مما يجعل فرص النجاح كبيرة. ولكن ننصحك بكل تأكيد ان تقرأ وتجمع معلومات اكثر حول الاستثمار في تشاد وان سنحت لك الفرصة بزيارة البلد للتعرف عليها عن كثب سيكون افضل.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق